فيصل النقبي (كلباء)

توجت إدارة النمور جهودها هذا الموسم، بإنجاز يحدث للمرة الأولى في عصر الاحتراف، وكسرت قاعدة «الصاعد هابط»، ليستمر الفريق موسماً سادساً في دوري الخليج العربي، بعد أن شارك على مواسم متفرقة منذ موسم 2010-2011، وعبر سياسة التغيير الشامل، عبرت إدارة الفريق كل المطبات الكبيرة في الدوري، وخاصةً البداية الباهتة للفريق، والخسارة بسداسية ثقيلة أمام أصحاب السعادة، لتبدأ رحلة العمل من أجل إصلاح الأحوال والاستعانة بالإيطالي، فابيو فيفياني، بديلاً للبرازيلي فييرا، الذي تعاقدت معه الإدارة السابقة ليواصل رحلة العمل، ويساهم في أفضل انطلاقة للنمور في تاريخه في عصر الاحتراف، ويحقق 3 انتصارات للمرة الأولى في بداية الموسم، ليبصم بالنهاية على أمر بقائه لموسم جديد في عالم الكبار.
ويدين النمور بالفضل للرباعي الأجنبي، على وجه التحديد، المكون من المجري جوجاك، والبرازيلي مايك راموس، والفرنسي جيوفياني سيو، والكولمبي تومي توبار، الذين سجلوا 30 هدفاً للفريق من أهدافه الأربعين، كما قادوا الفريق لعدد من الانتصارات المحورية، والتعادلات التي نأت بالفريق من صراع القاع المثير، الذي استمر للجولة الأخيرة، وقدم الرباعي الأجنبى مستوى جيداً في أغلب المباريات، وكانوا قوة مؤثرة في صفوف الفريق، ولعبوا دوراً مهماً في البقاء بين الكبار.
وبدأت إدارة الفريق العمل مبكراً، من أجل الموسم المقبل، عبر استقطاب عدد من اللاعبين الأجانب والمواطنين لصفوف الفريق في استباق للموسم الجديد الصعب، حيث تعد إدارة النمور الأنشط لغاية الآن، في الاستعداد لموسم قادم، سيكون أكثر صعوبة من هذا الموسم.

اليماحي: قرارات الإدارة وراء «الإنجاز»
أكد محمد اليماحي، نائب رئيس مجلس إدارة النادي، بأن إنجاز البقاء للمرة الأولى، وكسر قاعدة «الصاعد هابط» هي ثمرة العمل الإداري، الذي قامت به إدارة النادي، بقيادة الشيخ سعيد بن صقر القاسمي رئيس النادي، والشيخ هيثم بن صقر القاسمي نائب الرئيس، وجهود مجلس الإدارة برئاسة علي كانو اللوغاني.
وقال اليماحي إن الإدارة نجحت في إثبات قدرتها على التحدي، وخاصةً بعد البداية السيئة للفريق، وما تلى ذلك من تغييرات مؤثرة، مشيراً إلى الدور الكبير الذي لعبه الإيطالي، فابيو فيفياني، في قيادة الفريق.
وأضاف، أن تواجد المدرب، للعام الثاني على التوالي، هو شهادة نجاح للنهج الإداري الذي يقود النادي، خاصةً أن الفريق حقق جميع أهدافه، وقبل نهاية الجولة الأخيرة من دوري الخليج العربي، حيث احتفل الجميع بالإنجاز التاريخي، والبقاء لأول مرة في عصر الاحتراف لموسمين على التوالي.
وقال اليماحي، إن الفريق كانت له استراتيجية واضحة، وهي تقديم أداء فني يتوافق مع القدرة على البقاء بدوري الخليج العربي، ولم تكن هناك أهداف أخرى غير البقاء بين الكبار.
وتطرق اليماحي لأهم السلبيات التي رافقت الفريق، فقال: لقد دخلنا تحدي ترتيب أوراق الفريق، منذ بداية الموسم، بالإضافة إلى دفع مبالغ كبيرة لإنهاء العقود السابقة، لكن نجحنا في كسب التحدي، وأضاف: لقد حدد الجهاز الفني بقيادة فيفياني بدء مرحلة الإعداد الداخلي في بداية شهر يوليو، حتى موعد المعسكر الخارجي، الذي سيقام في أوروبا، وسنخوض من خلاله عدداً من المباريات الودية، على أن نخوض عدداً من المباريات الودية في الدولة، بعد العودة من المعسكر الخارجي.

جوجاك: نستحق البقاء في الأضواء
قال المجري جوجاك، والذي جدد عقده للموسم الثاني مع كلباء، أنه سعيد بالبقاء في النادي، وإكمال مسيرته الناجحة مع الفريق للموسم الثاني على التوالي.
وتوجه جوجاك بالشكر إلى إدارة النادي على ثقتها الكبيرة به، وبإمكانياته وبقيادته للفريق مع جهود المدرب الإيطالي فابيو فيفياني، مشيراً إلى أن الاستقرار مهم جداً لأي فريق، وهذا ما تحقق لافتاً إلى أن كسر قاعدة «الصاعد هابط»، جاءت بسبب إرادة اللاعبين بالتواجد في دوري الخليج العربي.
وأشار جوجاك إلى أن الفريق قادر على البقاء أيضاً في الموسم القادم، لأن اتحاد كلباء يملك كل المقومات اللازمة، في ظل دعم الإدارة والاستقرار الفني، مع وجود عدد من اللاعبين المميزين المواطنين، إضافةً إلى التعاقدات التي تجريها الإدارة حالياً.
وأكد أن السلبيات التي رافقت مشوار الفريق هذا الموسم، تركزت في الدور الثاني، وخاصةً أن الفريق لم ينجح خلاله بتحقيق أي فوز، وكذلك كانت هناك بعض المشكلات في خط الدفاع، مما نتج عنها عدد من الأهداف، وضياع بعض الأهداف، لكن الإيجابيات عديدة، وبجهود الإدارة والجهاز الفني والإداري للفريق، تم تصحيح الأخطاء وإعادة الفريق لقوته، عبر التعاقد مع لاعبين أجانب ومواطنين قدموا إضافة قوية لمنظومة الفريق. وقال جوجاك: إن الفريق يحتاج في الموسم القادم إلى اختيار جيد للاعبين، كذلك الاستقرار الفني، وهذا ما تحقق بتجديد التعاقد مع الإيطالي فابيو فيفياني، والإدارة تسابق الزمن، من أجل إعداد جيد للفريق وفقاً لإمكانياتها المادية، ونحن كلاعبين، سنقدم موسماً أفضل من الموسم المنصرم.

العرضيات.. سلاح اتحاد كلباء
عمرو عبيد (القاهرة)

احتل النمور المرتبة السادسة بين فرق دورينا، من حيث غزارة المحاولات الهجومية على مرمى المنافسين، حيث سدد الفريق 349 كرة، بمعدل يزيد على 13 محاولة في كل مباراة، وهو أمر يوحي بخطورة هجومية حقيقية، امتلكها الفريق، لكن عابه تراجع دقة تلك التسديدات، وغياب الدقة عن اللمسة الأخيرة الحاسمة، لأن عدد محاولاته بين القائمين والعارضة بلغ 119 كرة، بدقة 34%، واعتمد اتحاد كلباء كثيراً على الكرات العرضية، التي كانت سلاحه الأساسي في غزواته الهجومية، وأرسلت أطراف الفريق 534 كرة عرضية، بمعدل يصل إلى 20 عرضية في كل مباراة، وهو ثاني أغزر الفرق في هذا الأمر، ولهذا كان من المنطقي أن يحرز النمور 40% من الأهداف بهذه الوسيلة.
والتزم الفريق بتكتيك ثابت طوال الموسم، عبر التأمين الدفاعي وترك الاستحواذ لصالح الخصوم، حيث بلغ متوسط نسبة امتلاكه للكرة 42%، وكان الضغط وسرعة التحول من الدفاع إلى الهجوم، وسيلته نحو إحراز 88% من إجمالي أهدافه، بهجمات سريعة وعدد قليل جداً من التمريرات، لكن على الجانب الآخر، تأثر الهجوم الأصفر والأسود بتراجع دقة تمريراته، التي بلغت إجمالاً نسبة 76%، وكذلك لم ينجح تكتيكه الخاص في تنفيذ الركلات الثابتة، التي لم تقدم سوى 22% من الأهداف.
على الجانب الدفاعي، افتقد النمور التركيز في بداية المباريات ونهايتها، على حد سواء، لأن مرماه استقبل 17 هدفاً في نصف الساعة الأول من المباريات، مقابل 20 هدفاً في آخر نصف ساعة منها، وكان قلب الدفاع والجانب الأيسر، هما أبرز نقاط الضعف، لأنهما تسببا في اهتزاز شباكه بنسبة 39% عبر كل جبهة، أي أن 78% من الأهداف التي سكنت مرماه، جاءت عبر هاتين الجبهتين، كما تسببت الأخطاء الفردية، من جانب حراس المرمى والمدافعين، في استقبال ما يقارب ثُلث الأهداف التي اهتزت بها شباكه، كما أسفرت عرضيات المنافسين عن تسجيل 39% من الأهداف في مرماه، بينما استغلت الفرق الركلات الثابتة لإحراز ما يزيد على ثُلث الأهداف في مرمى النمور.